سلامة الأعراض نعمة
كبرى
تاريخ الخطبة: 6/ جمادى الآخر/ 1433هـ – 27/4/2012م
قال تعالى: (( يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين
عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ))
([1])
عن ابن عباس (رضي
الله عنهما) عن النبي e
قال: (لتركبن سَننَ من كان قبلكم شِبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو أن أحدهم دخل
جُحر ضبٍّ دخلتم...)([2]).
ذهَبَتْ سيدة إلى مكتب السجل المدني في السويد لتسجيل اسم ابنها، فقال
لها كاتب السجل: ما اسمه؟ فذكَرَتْ اسمَ ابنها وحدهُ، فقال لها: وما اسم أبيه؟
قالتْ: لا أدري، قال: كيف؟ قالت: لأن ثلاثة رجالٍ تبادلوا عليَّ في ظرفِ عشرين
دقيقة، فلا أدري من أيهم جئتُ بهذا الطفل)([3]).
حينما يرجع أحدنا إلى بيته ويرى ستر الله عليه في زوجته وبناته فليحمد
الله على هذه النعمة الكبرى التي لا يقدرها حق قدرها إلا من ابتلاه الله بمصيبة
أخلاقية من مصائب هذا الزمان.
حكى أحدهم فقال: (في العاشِرة من عمري، وفيما كنا نزور معارفَ لنا،
سمعنا أصوات هَرْج([4]) وصياح وخرج الجميع لاستطلاع الأمر، وما هي إلا دقائق حتى اكتظَّ
الزُقاق بالناس، وخرجت امرأة قد ستروا معالِمَها يقودها رجلان من رجال الشرطة
يحميانها من رجل ضخم يتعقبهاُ ويهددها ويشتمها ويلوح بسكين بيده، وألقِيَتْ المرأة
في مؤخرة سيارة فيما كان صِياح الناس يتعالى، ورُغم أنَّ أمي حاولت جاهدةً –لا
أدري لماذا- ألا أسمع شيئاً عن تفاصيل الحادث، ونهرتني مِراراً إلا أني عرفتُ أنَّ
تلك المرأة هربت من بيت أخيها إلى بيت حبيبها وأنَّ أحد الجيران قد وشى بها إلى
أخيها فجاء ليقتلها فاستنجد أهلُ البيت بالشرطة، وقد كان منظرُ المرأة وهي تُساق للمجهول
رهيباً وكانت مشاعري نحوها مزيجاً من شفقة وتعاطف، ومن إزدراء واحتقار)([5]).
إن الذي نسمعه أحياناً عن بعض حوادث الانتحار في هذا البلد، لا يخلو
بعضُه من محنة أخلاقية ابتُليّ بها بعضُ الناس غفر الله لنا ولهم، فهل نحن بحاجةٍ
إلى أن نكرر نصيحتنا بوجوب ملاحظة سلوك أهلنا وبناتنا.
قال أحد الدعاة([6]): (سمعت من الـ (بي بي سي) البريطانية خبراً مفادهُ: أنّ دراسة كشَفت
أن واحدةً من كل سِت فتيات في بريطانيا تبلغ في الثامنة من العمر مقارنة مع فتاة
واحدة من كل مائةِ فتاةٍ تبلغ في هذه السن قبل مائة سنة... وأكثر من نصف الفتيات
في بريطانيا يصلنّ إلى سن البلوغ في العاشرة من العمر)([7]) وأظهر استطلاع في بريطانيا (أن السبب الأساس لجرائم الاغتصاب التي
يشهدها الشارع البريطاني تعود إلى عبث المرأة ولباسِها الفاضح، وقد أعربتْ شرطة
لندن عن غضبها من اغتصاب جماعي لفتاتين على مرأى من الناس، وقالت الفتاتان أن نحو
عشرين شخصاً شاهدوا عمليه اغتصابهما من قِبل ستة أو سبعة شبان في أحد الأزقة)([8]).
مراسِلة أمريكية تراسل مائتي صحيفة عالمية، نزلتْ في مطار القاهرة،
فلما رأت الأجساد العارية لنساء المسلمين قلبَتْ كفيها عجباً وقالت: إن ما حدث
لنساء مصر يدعو للذهول، أهذه هي المرأة المسلمة التي كنا نقرأ عنها في كتاب محمد e
فلا تخضعن بالقول .... ولا تبرجن تبج الجاهلية الاولى ))
إن القيود التي أعطتها شريعة الله لنسائنا وبناتنا إنما هي فخر وكرامة
لها لإنسانيتها، حتى أنها لم تُكلفها طلبَ العيش، إنما جعلت الرجل خادماً لها يركض
ليل نهار في سبيل إسعادها، ولقد أعجبني قول طبيبة نفسانية أمريكية، قال: (أيما
امرأة قالت: أنا واثقة من نفسي وخرجت دون رقيب أو حسيب فهي تقتل نفسها وعفتها).
هذا وان خير الكلام كلام رب العالمين: (( الم تر الى الذين بدلوا نعمة
الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار)) ([9])
الخطبة
الثانية
حكى الدكتور نجيب الكيلاني قال: (عُرِضت في التلفزيون
البريطاني مقابلة عام 1987 من أغرب المقابلات مع أزواج ذكور وإناث لديهم أطفال،
وهو زواج الإخوان بالأخوات يتكلم أحد هؤلاء فيقول: لقد أحببتُ أختي حُباً كبيراً،
وأنا اعاشرها منذ زمن بعيد وحينما تقدمتُ للزواج بها رفضتْ المحكمة لأسباب صحية،
ولكنني مع ذلك صممتُ على أن تكون زوجتي، ولدي منها طفل، ثم نادى على الطفل ليثبت بطلان
زعم المحكمة [أنّ الأطفال الذين يولدون من مثل هذه الزيجات يكونون معاقين] نحن في
نعمة كبرى لا مثيل لها!!!).
في أمريكا تتدرب النساء على الكاراتيه والملاكمة
والجودو وتحمل أدوات المقاومة والدِفاع عن النفس، والأغرب من ذلك موضة حزام العِفة
الذي كانت تستعمله نساء المُقاتلين في العصور الوسطى يؤَمّنون على نسائهم، وهو ذو
قفل جانبي يأخذه الزوج لدى مغادرته ويفتحه عندما يعود وتختاره المرأة بمَحْض
إرادتها لتحمي نفسها من الاغتصاب إن تلبسه وتترك مفتاحه في البيت وقد كسبت الشركات
من ذلك ما يقرب من 400 مليون دولار)([10]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق