3‏/6‏/2013

الحياء خلق الإسلام الأصيل


الحياء خلق الإسلام الأصيل

 

قال تعالى: (( فجاءته أحداهما تمشي على استحياء...)) ([1]).

من كلام نبينا e : (الحياء والإيمان قرنا جميعاً فإذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر)([2]). و (إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء)([3]).

حكى لي أحد الأخوة: (أن زوجاً وزوجتًه دخلا صيدلية فطلبت الزوجة مانع حمل رجالي، فقال الصيدلي: كم قطعة؟ فالتفتت إلى زوجها وبدءا يحسبان، ثم قالت: العدد كذا).

قِيلَ لبنت أحد الحكماء([4]): ما أحسن ما في المرأة؟ قالت: الحمرة التي تعلو وجهها من الحياء.

ولقد عبر القرآن الكريم عن الحياء بلفظ الاستعلاء –في الآية الآنفة الذكر- ليشيرَ إلى أنها جاءت ومعها كل صفات الحياء في نظرها، ومِشيتها ولباسها كأنها تمشي على كل معاني الاستحياء.

حكى الدكتور محمد حسان قال: (دَخلتْ عليَّ أختٌ ألمانية في المركز الإسلامي –في ألمانيا- تريد أن تعلن إسلامها، فقلتُ لها: ما سبب إسلامك؟ قالت لي: أنا جئت لأدخلَ الإسلامَ لأن الإسلام دين العِفّة، فقلت لها: وكيف ذلك؟ فقالت لي: (كنت في هولندا، فرأيتُ جمعاً كبيراً من الناس في ميدان عام من الرجال والنساء في دائرة ضخمة، فاقتربتُ لأرى ما بداخل هذه الدائرة، فرأيتُ رجلاً يزني بامرأة أمام هذا الجمع من الناس،(يُسمى عند هؤلاء الناس بالعرض الحي) تقول: فاتصلتُ مباشرة بزميلة ألمانية مسلمة بالهاتف –وأنا في هذا المكان- وقلتُ لها: هل من الجائز أن تفعل المرأة المسلمة هذا في الإسلام؟ فقالت لي: أعوذ بالله، بل لا يجوز للمرأة أن تفعل ذلك في بيتها أمام أحد، فأثرتْ فيَّ هذه الكلمة وعلمتُ أن العفة لا توجد على وجه الأرض إلا في الإسلام)([5]). إن بعض الحيوانات لا تفعل ذلك أمام أحد.

قال أحد الجراحين الفرنسيين المتخصصين في الأمراض النسائية: (إن أولى خطوات الفساد المنتشر هو تخلي الرجل والمرأة عن حيائهما الفطري الذي وضعه الله في كل رجل وامرأة، وخاصة المرأة) وهذا كلام سديد، وقد كان رسول الله e (أشدَّ حياءً من العذراء في خِدرها)([6]). وقد احترمت شريعة الله حق المرأة الحيية في موافقتها على زوج ما بالسكوت.

يُقابل ذلك حياء الرجال وغِيرتهم على نسائهم، قال الحارث الغامدي t : (قلت لأبي: ما هذه الجماعة؟ قال: هؤلاء القوم اجتمعوا على صابئ لهم، قال: فنزلنا فإذا رسول الله e يدعو الناس إلى توحيد الله U والإيمان به، وهم يردون عليه ويؤذونه حتى انتصف النهار وانصدع عنه الناس، وأقبلت امرأة قد بدا نحرها تحمل قدحاً ومِنديلاً فتناوله منها وشرب وتوضأ ثم رفع رأسه وقال: يا بنية! خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك، قلنا: من هذه؟ قالوا: زينب رضي الله عنها بنته)([7]).

هذه الكلمة قالها عثمان t لزوجته نائلة، عندما دخل القتلة عليه –وهي مكشوفة الشعر- قال: (خمري رأسك فوالله إن دخولهم عليَّ أهون من حرمةِ شعرك).

وكان الزبير t رجلاً غيوراً وكانت زوجته عاتكة تخرج إلى المسجد كعادتها، فشق ذلك عليه، وكان يكره أن ينهاها عن الخروج إلى الصلاة لحديث رسول الله e : (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله] فعرض لها ليلة في ظهر المسجد               – وهي لا تعرفه- فضربَ بيده عجيزتها، ثم انصرف، فقعدت بعد ذلك عن الخروج إلى المسجد، فكان يقول لها: ألا تخرجين يا عاتكة؟ فتقول: كنا نخرج إذ الناس ناس، وما بهم من بأس، وأما الآن فلا).

قال الحسن البصري (رحمه الله): (قبحَ الله من لا يغار).

هذا وان خير الكلام كلام رب العالمين: (( قال تعالى: (( ... وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ))([8]).

 

الخطبة الثانية

ذكر لي أحد الإخوة الشباب –أنه لاحظ عن كثب([9])- أنَّ كسر حاجز الحياء، قد أدى -ببعض بنات الناس ونسائهم- إلى روح المبادرة في طلب الحرام والتعرض للجنس الآخر، قلت: هذا كلام صحيح اتفق عليه كلُّ العلماء في هذا الميدان، وقد دَرَسَتْ الطبيبة (مونيكا مور) المتخصصة في علم النفس حالة النساء هذه، واكتشفت أن (152) إشارة سرية يمكن أن ترسلها المرأة لتبدي رغبة في التعرف على رجل ما، وقالت: إن هناك إشاراتٍ أساسية أكثرُ استعمالاً بين النساء وهي الابتسام، والنظر في جوانب الغرفة، والنظرة السريعة كالسهم، وتمليس الشعر... والحقيقة أن النساء هن اللواتي يبدأنَ وبعد أن يُقدِّمن الإشارات يتوقفن من الرجل أن يخطوَ، وهي مستعدة لتكرارها حتى تضع الرجل في الحالة التي تريدها).

قال (لندسي) أحدُ القضاة البريطانيين الذين عرضت عليهم آلاف الحوادث، قال: (إن الفتيات هن اللواتي يتحرشن أولا، وما على الفتى إلا أن يلبي) قلت: ليست الدنيا إحصائية عن هذا في بلدنا ولكن وزارة التربية في الكويت أثبتت عام 1995 أن 67% من فتياتهم يشاهدن أفلاماً إباحية، وأن المعاكسات من قِبل البنات أكثر منها في الفتيان)([10]).

أعجبني كلام قاله الفيلسوف الألماني (شو بنهور): (اتركوا للمرأة حريتها المطلقة بلا رقيب، ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة، ولا تنسوا أنكم سترثون الفضيلة والعفة والأدب، وإذا مِتُّ فقولوا أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة)([11]).



[1] [القصص: ٢٥].
[2] [3200/ صحيح الجامع].
[3] [940/ جـ2/ السلسلة الصحيحة].
[4] [ارسطا طالي].
[5] [ص502/ الإحسان].
[6] [البخاري].
[7] [730/ جـ3/ معجم الطبري].
[8] [النور: ٣١].
[9] [أي: عن قرب].
[10] [ص53/ كيف تجنب أبناءك التحرش الجنسي/ محمد فهد].
[11] [ص70/ المرأة بين العفة والقانون/ مصطفى السباعي].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق